كيف تسعدين زوجك by Hussein Abbas

شاركيه الحوار في الموضوع الذي يحبه .

  الإنسان بطبعه يميل إلى الحديث والحوار وتجاذب الأفكار مع الإطراف التي تحب ذلك, فمن خلال اطلاعك المسبق على المواضيع التي يحبها يمكنك الخوض معه وتجاذب الحديث معه( عندما يريد هو ذلك), ولا بأس بالحديث معه في موضوع يحبه ويجلب السرور إلى نفسه في وقت معين يكون هو فيه على ما يرام بحيث غير متكدر أو مكتئب أو ضجر, واقتنصي أللحظة المناسبة هو الملائمة لذلك, فاختيار الوقت لموضوع معين لا شك له أثره الايجابي في تهييجه نحو ذلك الموضوع وإلى من اثأر ذلك الموضوع , كما إن مشاركته في ما يقول تقربه منك أكثر فأن كان يتحدث عن فريق رياضي معين فيجب عليك أن تحفظي مجموعة من لاعبي ذلك الفريق على الأقل وطريقة لعبهم وتنقلاتهم وبعض الأمور عنهم, و إن كان يتحدث عن السياسة فلا بأس بمتابعة بعض البرامج السياسية التي يهتم بها ومجاراته فيها, و إن كان يهتم بالفن والأدب فلا بأس بالقراءة من قبلك على الأقل متابعة كل ما يتعلق بذلك عن طريق التلفزيون, و إن معرفة تلك المواضيع والغوص فيها يقربك من زوجك ويجعلك تفهمين شخصيته أكثر, وهو بدوره سوف يشعر باللذة عندما يراك مطلعة على تلك الأمور من اجل الخوض فيها, فهو إن لم يجد من يناقشه فسوف يخرج خارج البيت يجلس في المقهى يبحث عن احد أصدقائه من اجل ذلك الحديث.

  ليكن زوجك هو الجائزة التي

  تعلو فوق كل الجوائز

  الرجل بالنسبة للمرأة هو الجائزة التي ليس فوقها أو بعدها أي جائزة في الحياة و المرأة بالنسبة له هي أجمل هدية من السماء , فلا تطلبي منه أشياء معينة تكون بالنسبة لك أغلى منه, فهو الباقي معك حتى آخر العمر وأنت كذلك, ليكن هو أغلى من كل الأشياء التي تحبين اقتنائها والحصول عليها, فالرجل إذا ذهب ولم يعد, فلن يعوض عنه أي من الأشياء التي ترغبين بها, فتلك الأشياء و المقتنيات يمكن تعويضها والحصول عليها في الغد لم يكن اليوم, حتى الأولاد والبنات لن يقوموا مقامه ولن يعوضوا غيابه ولن يقدموا إلا سلوى هنا أو هنا إليك, حيث البنت سوف تذهب إلى بيت زوجها والولد سيهتم بزوجته وأطفاله بمقدار كبير, فليكن زوجك هو أجمل هدية وأنت كذلك, فليس هناك أغلى من الإنسان الحبيب.

  عيشي على قدر طاقته و إمكانياته

  ولا تحمليه أكثر مما يستطيع .

  الرجل هو العطر الذي تشميه ولا ينفذ وهو الشمس التي تعطي دائما ولا تنضب, وأنت منبع الخصب ومأواه الذي يرجع إليه دائما والحياة الجميلة تكمن في حبه وحبه لك فلا تحمليه أكثر مما يستطيع ولا ترغبي في أشياء لا يستطيع شرائها, وكم هو جميل أن توفري مبلغا من المال بدون علمه وتقدميه له وتقولي له هذا من تعبك وكدك وفرته لك بدون علمك, حيث أن هذا سوف يشعره ببالغ السعادة والفرح ويعلم انك توفرين المال من اجل دعمه وإسناده إزاء نوائب الزمان ومشاكله, فلا تجعلي الأشياء الثانوية تطغى على تفكيرك وتحبين اقتنائها بعد عناء طويل يغرقك في دين لفترة طويلة من اجل لذة عابرة تكون نتيجتها ابتعاد زوجك فكريا وعقليا عنك ويبدو ينظر إليك على انك مجرد مستهلكة للأشياء لا تستطيع السيطرة على نفسها في تملكها, حيث الرجل يحب أن تعيش المرأة على قدر إمكانياته.

  لا تكوني كثيرة الرغبات والطلبات

  لا تنظري إلى ما في أيدي الناس

  يختلف الناس في قدراتهم الاقتصادية والمادية بشكل نسبي متفاوت وقد تكوني أنت وزوجك ضمن طبقة وسطى أدنى من ذلك, وهذا ليس عيبا فالله تعالى ميّز البشر وخلق التفاوت فيما بينهم لغاية يعلمها هو, فلا تنظري إلى ما في أيدي الناس وتقارنين ذلك بإمكانيات زوجك وقدراته فهو يبذل جهده في توفير لقمة العيش لك, وإذا أردت المقارنة فانظري إلى من هم اقل منك وكيف هي عيشتهم وسعادتهم وتذكري أن الأمور الكمالية والمقتنيات والمجوهرات تجلب نوعا من السعادة ولكن ليست السعادة نفسها, فالسعادة الحقيقية تكمن في التوجه إلى زوجك ليكون هو أسمى من كل شيء.

  اقتصدي في مصاريف البيت و المأكل

  و المشرب ولا تكوني مبذرة

  يحب الرجل المرأة المقتصدة في شؤون المنزل ولا يحب المبذرة, وباعتبارك أنت من يدير ذلك, فالمسؤولية تقع على عاتقك في تنظيم وترتيب شؤون المنزل وفق المرتب الشهري لزوجك أو الوارد المادي لم يكن الزوج موظفا, فالمأكل يكون حسب مقتضيات مرتبه بدون إسراف, ولا بأس بوضع مبلغ على حدة من اجل الطوارئ التي قد تحدث كحصول عطل في احد أجهزة المنزل أو التعرض للإصابة بمرض معين أو ما شابه, فالتدبير سمة رائعة في المرأة يحب الرجل أن يجدها, ولا بأس ببعض النزهات والزيارات إلى هذا المكان أو ذاك أو شراء طعام من مطعم خارجي مرة في الشهر أو الخروج لتناول وجبة معينة بشرط أن لا يؤثر ذلك على ميزانية البيت ومصاريفه.

  مقترحات لتنظيم مصاريف واحتياجات الأسرة

  بالطبع لن يكون شراء الملابس كل يوم أو كل شهر, وليكن ما يوضع في قدور الطعام هو ما يدخل بالفعل للمعدة, أي بمعنى أن يتم طبخ الأكلات الضرورية التي يحتاجها الجسم بحيث أن ما يوضع في الإطباق يدخل كله إلى المعدة بدون باقي, حيث إن الملاحظ في مجتمعاتنا الاهتمام بالطبخ الكثير المفرط مما يتسبب في جهد ووقت ومال ومصاريف زائدة ثم أن ما يؤكل بالفعل هو ربع ما يقدم و يطبخ, ثم يرمى الباقي مع الأسف في القمامة أو يبقى في الثلاجة لليوم التالي ولا يستهلك كله, وهذا الأمر له عدة سلبيات أولها عدم تحقيق رضا الله تعالى علينا من حيث الإسراف في الطعام من ناحية, وتبذير الأموال والأطعمة من جهة أخرى, مما يرهق الزوجة وجيب الزوج وبالتالي اقتصاد البلاد نفسها, ويمكنك التأكد من ذلك من خلال مراقبة ما تقومين بطبخه على مدى أسبوع واحد من حيث قياس ما يتم وضعه على المائدة وما يرمى في القمامة, وسوف تصابين بالذهول من أن ما يوضع في القمامة على مدى أسبوع على الأقل يكفي لعدة وجبات أخرى, وكذلك انظري إلى تكاليف تلك الأطعمة المطبوخة أيضا ومدى تأثيرها على مصاريف وميزانية البيت, ولو كنت دقيقة الملاحظة فانك سوف ترين أن ما تأك
له الأسرة من طعام يكون عادة ربع مقدار الأطعمة الموضوعة والمطبوخة, ولو كنت ذكية وحاذقة فيمكنك الاستعاضة بقدور اصغر للطبخ وصحون اقل حجما (حجم متوسط) وسوف تلاحظين أيضا أن هنالك زيادة وفائض في الطعام رغم ذلك, ولكننا تعودنا أن ننظر مع الأسف الشديد إلى كبر حجم الصحون مع ما نأكله من قليل الطعام, ولو طبقت ذلك فسوف توفرين مبلغا من المال لو افترضا ثبات المصروف والدخل الشهري إضافة إلى بقاء كمية المواد الغذائية لديك فترة أطول وخلو القمامة من الأطعمة تقريبا, هذا ما ناحية الطعام, أما النواحي الأخرى كالملابس مثلا, فيمكن الاعتماد على مجموعة معينة من الملابس وعدم النظر إلى ما يلبسه الناس (ذوي الدخل المرتفع), وجعل القناعة والاكتفاء بما موجود هو الحل والسبيل لان المضي واللهاث وراء أخر الصيحات والموديلات سوف يؤثر بشكل سلبي على ميزانية الأسرة الثابتة مما يرهق الزوج ويدخل الأسرة في دوامة الديون التي لا تنتهي, والذي ينطبق على المأكل والملبس ينطبق على الأشياء والسلع الأخرى وأنت وشطارتك في تنظيم الأمر, وذلك لن يحدث إلا إذا تم التغلب على النفس وكبح شهواتها السلبية من اجل التضحية في سبيل السعادة الزوجية والأسرية, وهو أمر يحتاج إلى ترويض وتعويد ولكن يمكن تحقيقه بمرور الزمن مع التجارب المستمرة.

  اهتمي بوقت نومه وراحته .

  الرجل يحب المنزل باعتباره مكان للراحة بعد يوم مجهد في العمل, لذلك فأن وقت نومه مهم جدا وترتيب سريره وموضع نومه أمر لا يشك في جدوى ايجابياته على المستوى القريب والبعيد, لذلك اهتمي بوقت نومه ولا تجعلي الأطفال مثلا يزعجونه إثناء ذلك وخاصة عملية تنبيهه من النوم , فذلك يزعجه كثيرا, وحاولي عدم إيقاظه إلا للضرورة أو حسب رغبته, فأن استيقاظه من تلقاء نفسه يشعره بالراحة التامة التي تجدد يومه وليلته ولا بأس أن استيقظ من النوم ووجدك مبتسمة إمامه, فذلك له اثر ايجابي على العقل الباطن يستمر طويلا.

  لا تؤخري وقت طعامه .

  لا تفوتي هذا الأمر عليك مطلقا فالرجل دائما يحب أن يقدم طعامه في الموعد المحدد أو يؤخر حسب رغبته, وأن تأخير الطعام أمر غير محبب أبدا فتذكري ذلك وتجنبي الحالات الحرجة مثل عودته جائعا أو حصول طارئ معين, هذا أن كنت ربة بيت, وأن كنت موظفة فالطعام عادة ما في يكون في الثلاجة وهذا يحصل فيه نوع من التفاهم المشترك لعدم وجودك في البيت, إما غير ذلك فالرجل لا يسامح فيه وأن أبدى عكس ذلك ولكنه قد يسامح و يغض الطرف مرة مرتين ولكن إن ازداد ذلك فسوف يسبب استياءه وتذمره وهذا ما لا تريدينه أنت بالطبع.

  العين تأكل قبل الفم أحيانا

  هل شاهدت يوما تلك السلة الكبيرة من الفواكه المتنوعة ذات الألوان الرائعة كالموز والتفاح والبرتقال والمشمش وغير ذلك, تلك التي يتم وضعها في وسط مائدة الطعام في الأفلام والمسلسلات؟ بالتأكيد رأيت ذلك وان لاحظت جيدا أنهم لا يألون منها إلا قليلا, حيث أن تلك السلة لا توضع إلا لمتعة العين أكثر من الفم والمعدة وهي عبارة عن مقبلات شهية تفتح النفس البشرية على تذوق الأطعمة اللذيذة, وقد لا تمتلكين مثل هكذا سلة لوضع ما لذ وطاب فيها, ولكن يمكن عمل شيء ما وفق ما متوفر من غذاء, كعمل نوع من التنسيق والتنويع و التنظيم في شكل الطعام المقدم على المائدة مثل وضع بيضة مسلوقة او مقلية في صحن وحولها مجموعة من شرائح الطماطم التي ترسم لوحة بسيطة أشبه بالزهرة الحمراء, او يكون حولها شرائح الخيار على شكل خطوط لشعاع الشمس أو ضمن ترتيب معين كشكل هندسي او فني وفق ما ترينه, أو وضع مزهرية ذات ألوان هادئة جميلة مع الطعام تساهم في جلب راحة نفسية اضافة لمتعة تذوق وتناول الطعام, وباختصار يمكنك عمل زخرفة أو لوحة بسيطة من الطعام المقدم وفق شكل معين تقومين أنت بالتفنن به يضفي جمالا أكثر ويساهم في التخفيف من ما تعانيه النفس من مشاكل, ولا تجعلي الطعام أشبه بالعمل الروتيني الذي لا بد منه, فالطعام احد متع الدنيا التي أعطاها الله لنا من اجل التمتع والتلذذ بها من حلال أولا وأخيرا ومن ثم تزويد أجسامنا بالقوة اللازمة للاستعانة على مكاره ونوائب الدهر من اجل الصبر على الدنيا للفوز بجائزة الله في الآخرة, واجعلي لذة الطعام مع لذة ما تراه العين وتأنس به وما ترتاح له النفوس ولا تنسي الحديث الجميل القصير على المائدة الذي يضفي راحة أكثر وتجنبي الخوض في المواضيع التي تسد النفس وتكدر صفو زوجك, لان اختيار الوقت المعين للحديث امر في غاية الأهمية فكل مقام مقال.

 

  اهتمي بنظافة المنزل دائما

  يحب الرجل دوما يكون أن كل شيء على ما يرام من حيث تنظيم وترتيب المنزل وهذا واجب المرأة (الأخلاقي العرفي), فليس العقد بينك وبينه إلا عقد نكاح والتزام بين الطرفين أما الأمور الأخرى فهي أمور أخلاقية يفرضها العرف والعادات والتقاليد ولكنها سوف تكون ملزمة للمرأة فلا تتساهلي في عدم تنظيم وترتيب البيت إلا للضرورة القصوى وإياك أن يعود إلى المنزل ويرى البيت غير مرتب وأنت منصرفة إلى أمور ثانوية .

  العطور

  العطر مهم جدا بالنسبة للجاذبية الجنسية بشكل خاص وللجسم بشكل عام والتنويع في العطور أمامه شيء مهم فلا تنسي هذه النقطة, وتذكري أن هناك عطور تثير الرغبة الجنسية وعطور أخرى جميلة تجعلك كالزهرة الفواحة إمامه مع الألوان الزاهية طبعا والابتسامة الغير مبتذلة والماكياج الملائم لطبيعة بشرتك, واعلمي أن بعض الرجال تكون لهم حساسية معينة تجاه بعض العطور, وهنا تقع مسؤوليتك في اختيار العطر الملائم له ويا حبذا التنويع الذي يرغبه مما يجعلك تختارين العطور الملائمة له (حتى لو لم ترق لك), ولكن احذري أن تخرجي خارج المنزل وأنت تضعين العطور النفاذة التي تجلب الناظر و الماشي إليك فذلك أمر غير محبذ .

  عامليه أحيانا كطفلك الصغير .

  في داخل الإنسان عدة أمور مدفونة تمتزج وتختلط حسب طبيعته ومنها وجود شخصية الطفل الصغير الذي لا يكبر ابدا, فقد تعلمنا الحياة كثيرا من التجارب تجعلنا نشعر
إننا أحيانا اكبر من سننا, وهناك من عاش حياة مترفة أو معتدلة اتسمت بالحصول على كل ما يريد تقريبا ولم يكابد الألم والحرمان, وهذا النوع من الناس عادة لا يعترف بالحواجز والقيود أمامه لأنه يريد أن يمتلك كل ما يشتهي ويروم, وأي كانت شخصية زوجك, فأن الطفل الصغير داخلة لا يموت أو يكبر, لأنه يريد ويريد, ولكن وفق المعقول والممكن, وهنا يبرز دورك في احتوائه ومعرفة مكنونات نفسه بدون علمه لأنها سوف تخرج تلقائيا بطبيعة الحال وبشكل لا إرادي, وأحيانا قد يكون الرجل يحب أمه كثيرا إلى حد مفرط وتعلمين ذلك من ذكره لها في كثير من الأحوال, وهنا يبرز دور الزوجة في محاولة تعويض الحنان العاطفي الذي يفتقده الزوج إن كانت إلام متوفاة أو بعيدة عن المنزل, ولا تنسي أن حنان الأم من الصعب تعويضه بل لا يمكن تعويضه ولكن هنالك حلول وبدائل لان الإنسان لا بد أن يكبر و(يفطم جسديا وعاطفيا إلى حد معين), ولكنه يبقى متعلقا بأمه مهما كان الأمر, لان إلام هي من يهتم بأغلب شؤونه مذ كان صغيرا وحتى كبر, وهذا ما سوف ترينه لو رزقت بأولاد ( ذكور كانوا أو إناثا) أو أن لديك أولاد بالفعل عند لحظة قراءتك لهذا الكتاب, وبذلك سوف ترين أن مدى تعلقهم العاطفي بك يكون اكبر من تعلقهم بالأب (زوجك), وهؤلاء الأطفال سوف يكبرون يوما وتذهب البنت إلى بيت زوجها والابن سوف يأخذ زوجته ( كنتك) ويخرج أو يبقى في البيت حسب الظروف, لذلك يبقى تعلق الولد (الزوج) بأمه أكثر من أبيه وهو يحن إلى تلك الأيام الجميلة التي قضاها مدللا بين ذراعي أمه, فحاولي قدر ما تستطيعين معاملة زوجك (في أوقات معينة وحالات معينة) كالطفل الصغير المدلل لأنه يحب ذلك, كما أن حنان إلام من نوع معين وحنانك أنت من نوع أخر, وكل له خصوصيته وميزته, فأن استطعت أن تلعبي الدورين معا, دور الزوجة التي تهب كل ما لديها , ودور الأم أحيانا حسب الحاجة فقد فزت في الاختبار وحققت السعادة القصوى التي تستمر حتى آخر العمر, ويمكنك من خلال التجربة والسنين المتلاحقة معه معرفة تصرفاته جيدا ومتى يظهر داخله ذلك الطفل الصغير, وحين يظهر قومي بلعب دور إلام عندما ترى طفلها الصغير يتصرف تصرفات غير لائقة (مع افتراض انك تتصرفين التصرف اللائق والصحيح), وبذلك تتمكنين من احتوائه والتمكن من امتصاص انفعالاته تجاه مواقف معينة وبذلك تجري الأمور على ما يرام, فالطرفان المتشنجان لا يتمكنان من حل المشاكل فالنار تحتاج الماء لكي يطفئها ولا يمكن أن تنطفئ إذا كانت هناك نار مقابلها, فكوني الماء الذي يطفئ ناره في كل الحالات والتصرفات, وذلك لا يتحقق طبعا إلا إذا تمكنت من الضغط على نفسك إلى حد معين , وهذا الضغط والتحمل سوف يتحول بمرور الأيام إلى مهارة وخبرة ولن يسبب إرهاق نفسي لك لأنه سوف يصبح أداة فاعلة في مواجهة المشاكل الناجمة مثلما تواجهين أي من مشاكل الحياة الأخرى, ولكن الأمر يتطلب نوع من الصبر و التحمل في بداية الحياة الزوجية, وسوف ترين بعد فترة من الوقت كيف سوف تهدأ نفسه وثورته ويعود إلى وعيه وقد يعتذر منك بطريقة مباشرة (الكلام المباشر), أو بفعل يعبر عن ندمه إزاء ما بدر منه, وهنا تبرز شخصية الرجل الذي يكون من الصعب عليه الاعتذار رغم علمه بخطئه, ولكنه إزاء ذلك يبدي نوع من التصرفات التي تعبر عن ذلك ( ليس بالقول والاعتذار المباشر) مما يعطيك الضوء الأخضر لتسوية الحالة مهما كانت وبدء صفحة جديدة من الحوار تترك عملية التشاجر أو التخاصم جانبا والبدء بحل المشكلة والتعرض لها ومواجهتها, وسوف تشعرين بنوع من الفرح والسعادة واللذة عند مواجهة المشاكل والتغلب عليها لان ذلك يكون أشبه من بنوع من التطعيم والتلقيح ضد الإمراض لكي يكتسب الإنسان مناعة تمكنه من مواجهة مشاكل اكبر وأكثر.

  انتهى الجزء الأول

 
Thank you for reading books on BookFrom.Net

Share this book with friends

Previous Page
Should you have any enquiry, please contact us via [email protected]